عرض المقال
هل سيوجد فيلكس المصرى؟
2012-10-22 الأثنين
كتب الصديق المهندس سامى البحيرى، الذى هاجر إلى أمريكا جسداً وظل مرتبطاً بمصر روحاً، رسالة عن فيليكس صاحب القفزة العبقرية وتنبأ فيها بأنه لا يمكن لهذا المجتمع المصرى العربى الإسلامى أن يفرز فيلكس بجرأته وإقدامه وفضوله ومغامرته، أقتبس من رسالته هذه اللقطة الذكية:
«هل تصدق أن عدد الذين عملوا مع فيليكس هو 300 شخص، الكثير منهم تطوعوا للاشتراك فى عملية فيليكس، وكذلك تابعت بدقة الخطوات الـ36 لاختبار كل الأجهزة خطوة خطوة، وكان قائد العملية الطيار الأمريكى السابق «جو كيتنجر» وهو مغامر سابق وصاحب الرقم القياسى الذى حطمه فيليكس، وهذا موضع غاية فى الجمال الإنسانى والإيثار الجميل، فالرجل الذى يحمل الرقم القياسى لسرعة السقوط وارتفاع السقوط لنصف قرن، كان هو الحريص على مساعدة فيليكس لتحطيم هذا الرقم، ليس هذا فحسب بل اختاره فيليكس على أن يكون قائداً للفريق، وعلى أن يقوده خطوة بخطوة قبل الهبوط، وقد يقول قائل: «إيه لازمة الموضوع ده كله؟» أو «يعنى استفدنا إيه من الموضوع والضجة دى كلها» أو «دى ناس فاضية»، ولكن هذا بالضبط هو سر تفوق الحضارة الغربية منذ بداية عصر النهضة، هم الذين اكتشفوا منابع النيل ومنابع نهر الأمازون، هم الذين اكتشفوا أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية، هم الذين اكتشفوا معظم الآثار المصرية وقرأوا لنا المكتوب على معابدنا عندما اكتشفوا حجر رشيد، هم الذين اكتشفوا كنوز توت عنخ آمون، وهم الذين كشفوا لنا عن أبوالهول الذى ظل مطموراً تحت الرمال لقرون عديدة.
وعندما أطلقت روسيا أول قمر صناعى إلى الفضاء منذ أكثر من نصف قرن تساءل العديد من الناس: «يعنى استفدنا إيه من القمر الصناعى ده إللى بيلف حول الفضاء بلا هدف»؟ ولكن اليوم بدون الأقمار الصناعية ما كنا لنستطيع استخدام التليفونات المحمولة أو مشاهدة القنوات الفضائية ومتابعة ما يحدث فى العالم لحظة بلحظة، وما كنا نستطيع استخدام الإنترنت.
ومنذ نهاية حكم العرب فى الأندلس ونحن نعيش عالة على العالم الغربى فى اكتشافاته واختراعاته، حتى البترول الذى نعيش اليوم عليه هم الذين اكتشفوه لنا، رغم أننا كنا نجلس فوقه لملايين السنين!! لذلك نشاهد ما يحدث فى الغرب كل يوم من اكتشافات ومغامرات أحياناً بإعجاب وأحياناً باستغراب وأحياناً باستنكار وإنكار، وأحياناً بحسد وحقد وكراهية وأحياناً ببلاهة أيضاً!!».
صدقت يا سامى كيف يقفز فيلكس المصرى طالما نعانى من كساح العقل وشلل الإبداع وفوبيا التجديد؟!.